نسب نجاح العمليات في هذا المجال بالسلطنة مطابقة بالنسب الموجودة في الدول الاخرى
أطباء يؤكدون: التبرع بخلايا الدم الجذعية آمن والمضاعفات قليلة جداً
٨٠ إلى ٩٠ % نسبة نجاح بعض عمليات زراعة خلايا الدم الجذعية
المركز الوطني لأمراض الدم وزراعة النخاع قيد الأنشاء وخطط التطوير قائمة
أجرى اللقاءات ـ عيسى اليعقوبي:
تعتبر وحدة زراعة النخاع بمستشفى جامعة السلطان قابوس أحد أبرز طرق العلاج الحديثة من خلال استخدام زراعة خلايا الدم الجذعية في علاج أمراض الدم الوراثية وبعض الأمراض الأخرى، ويؤكد أطباء متخصصون في وحدة زراعة النخاع أن مضاعفات التبرع بخلايا الدم الجذعية قليلة.
وقد التقت “الوطن” بعدد من أطباء وحدة زراعة نخاع العظم بمستشفى جامعة السلطان قابوس وتطرقوا إلى أبرز استخدامات خلايا الدم الجذعية ومساهمتها في علاج بعض الأمراض مثل آمراض الدم الوراثية وآمراض سرطان الدم .. وغيرها من الأمراض.
حيث تحدث الدكتور محمد بن ناصر الحنيني رئيس قسم أمراض الدم واستشاري أول أمراض الدم وزراعة النخاع حول بداية استخدام خلايا الدم الجذعية في مستشفى جامعة السلطان قابوس والمستشفى السلطاني.
وقال: بدأ استخدام الخلايا الجذعية في مستشفى جامعة السلطان قابوس عام 1995 وفي المستشفى السلطاني عام 2013، وقد كان يوجد بوحدة زراعة نخاع العظم في المستشفى الجامعي سرير واحد فقط، وفي البداية تم إجراء زراعة النخاع لأربع حالات فقط في السنة نتيجة وجود سرير واحد فقط، ثم تطورت الوحدة من سرير واحد إلى سريرين وأخيراً إلى أربعة أسرّة، وارتفع العدد من أربع حالات في 1995 إلى 29 حالة سنوياً في عام 2015.
معرباً عن أمله في المستقبل أن تكون عدد الأسرّة 22 سريراً في المركز الوطني لزراعة النخاع.
وقال: تخدم هذه الوحدة على مستوى السلطنة ككل، لذلك نعاني من نقص في الأسرة ونسعى للتعامل مع هذا التحدي، وبطبيعة الحال حالياً نوصي بأن تتعالج بعض الحالات في الخارج إلى أن يتم تجهيز المركز الوطني لزراعة النخاع.
ـ أسباب العلاج بالخلايا الجذعية
من جانبه تحدث الدكتور عبدالحكيم بن عوض الرواس استشاري أول أمراض الدم وزراعة النخاع “أطفال” حول استخدامات الخلايا الجذعية وطرق العلاج بها
وقال: تأتي استخدامات الخلايا الجذعية غالبا لهدفين وهما: الهدف الأول استبدال وظيفة من وظائف خلايا الدم أو تصحيح وظيفة معطوبة مثلاً إن وجد مشكلة في خلايا الدم الحمراء كالثلاسيميا (آنيميا البحر المتوسط) أو الأنيميا المنجليه (فقر الدم المنجلي)، والاستخدام الثاني لمعالجة الأمراض السرطانية، مشيراً إلى أنه يتم استخدامها كذلك في الطب التجديدي والذي لايزال حالياً في مرحلة البحث العلمي.
ـ مصادر الخلايا
وتطرق الدكتور مرتضى الخابوري استشاري أول أمراض الدم وزراعة النخاع الى مصادر الخلايا الجذعية في جسم الإنسان وطرق أخذها منه وقال: من الممكن أخذ هذه الخلايا بطريقتين، الأولى من نفس المريض وتجميدها، بعد ذلك يمكن إعطاء المريض جرعة كبيرة من الكيماوي تقضي على المرض السرطاني لديه، وبعدها يتم زراعة الخلايا للمريض بعد الانتهاء من العلاج الكيماوي وهذا ما يطلق عليه زراعة النخاع الذاتية، وهذه الطريقة يتم استخدامها في مستشفى الجامعة والمستشفى السلطاني، أما الطريقة الثانية والتي توجد في المستشفى الجامعي فتتم عن طريق استخدام الخلايا من متبرع ويتم اعطاؤها للمريض، وهناك ثلاثة مصادر للخلايا في المتبرع وهي الدم وتشبه هذه الطريقة عملية التبرع بالدم، والمصدر الثاني نخاع العظم كون أن الخلايا الجذعية معظمها يتركز في النخاع والمصدر الثالث هو دم الحبل السري وهو غني بخلايا الدم الجذعية.
ـ معاير التبرع وشروط الزراعة
من جانبه أوضح الدكتور محمد الحنيني ان هناك بعض الشروط التي يجب أن تكون في المتبرع وأهمها أن يتواجد تطابق في أنسجة خلايا المناعة بين المتبرع والمريض وإن كانت فصائل الدم مختلفة بينهما، والشرط الآخر يجب أن تكون الصحة العامة للمتبرع جيدة جداً، لكن يحدث أحياناً أن يتبرع أشخاص فوق الخمسين أو الستين عاماً رغم إصابتهم بأمراض مزمنة كالسكري والضغط لكن مع التأكد من أن الوضع الصحي العام للمتبرع مستقر، والمرض المزمن لديهم مستقر وبالتالي لا يمنع أن يتبرع الشخص بخلايا الدم الجذعية.
وقال: عادة يفضل أن يكون المتبرع قريباً من المريض بدرجة أولى وهم الأخوان والأخوات من نفس الأم والأب.
ـ استخدامات الخلايا الجذعية
كما تحدث الدكتور عبد الحكيم الرواس حول أهم الأمراض التي يتم معالجتها بخلايا الدم الجذعية وقال: تعالج الخلايا الجذعية بعض الاشكالات أبرزها، الاضطرابات الوراثية في الخلايا التي تؤدي إلى نقص في إنتاج كريات الدم الحمراء مثل: مرض الخلية المنجلية والثلاسيميا والتي تشكل أحد أكبر الاستخدامات في الامراض الحميدة الوراثية، وبلغت نسبة المرضى في هذا المجال 23% من كل من أجري لهم زراعة نخاع العظم وفي هذا المجال يجب أن يكون المتبرع قريبا من المريض بشكل متكامل، والامراض الأخرى التي يتم علاجها بالخلايا الجذعية والتي تشكل الثلث هي أمراض نقص المناعة الوراثي أو اضطراب المناعة الوراثي والتي تشكل 30% من الحالات، وفي الغالب يكون المرضى في هذه الحالة أعمارهم أقل من سنة.آما بقية المرضى الآخرين الذين أجريت لهم زراعة النخاع فهم المصابون بأمراض سرطان الدم وأمراض سرطان الغدد الليمفاويه .. وغيرها من الأمراض الأخرى.
ـ قبل وأثناء وبعد الزراعة
وحول تهيئة المريض من الناحية النفسية قال الحنيني: قبل إجراء الزراعة يتم تهيئة المريض من خلال محاورته وارشاده وتوجيه النصح اللازم بالمرحلة المقبل عليها وإعلامه بالمضاعفات المترتبة من الزراعة، وتوعيته بالمتابعة المستمرة بعد عملية الزراعة وكذلك نصائح مهمة بالنسبة للأدوية والتوقيت المناسب لها، وفي بعض الأحيان نطلب مساعدة من قسم الطب السلوكي وكذلك من الأخصائيين الاجتماعيين لتتم متابعة ظروف المرضى من الجانب النفسي والسلوكي سواء قبل أو أثناء أو بعد الزراعة بالإضافة إلى التقييم الجسدي المستمر للمريض، ويقوم الطبيب المشرف أيضاً بتقييم حالة المريض النفسية ويرصد أية مؤشرات قد تؤثر على المريض.
ـ نسب النجاح تتفاوت
ويشير الخابوري إلى أن نسب نجاح العمليات في هذا المجال بالسلطنة مطابقة بالنسب الموجودة في الدول الاخرى، وهي تختلف من مرض إلى آخر وحسب حالة المريض ومن الصعب أن نستخدم رقم معين على جميع الأمراض، وهناك أمراض معينة مثل أورام الدم الوراثية الحميدة تكون فيها نسبة النجاح عالية، وكذلك مرض فشل النخاع حيث تصل نسبة النجاح في هذه الأمراض من 80 إلى 90% لكن عندما نتحدث عن أمراض الدم الخبيثة مثل: سرطان الدم الحاد فهنا النسب تختلف باختلاف حالة المريض وعمره والعلاجات السابقة التي تلقاها المريض.
وأضاف: وفي تقييم الحالة عادة نراعي إذا ما كان هناك علاج آخر أقل خطراً ويعطي نتائج أفضل من الزراعة، في حالات مثل سرطان الدم اللمفاوي (الحاد) لدى الأطفال عندما يتعالج في البداية زراعة النخاع قد لا تضيف شيء إلا في حالات نادرة على العلاج الكيماوي نفسه، فيجب مقارنة خطورة المرض بالمخاطر التي يمكن أن تحدث جراء الزراعة والفوائد التي يجنيها من الزراعة مع وجود البديل وعلى أساسه يتم تقرير هل ستتم الزراعة أم لا؟.
وأكد الرواس بأن هناك اقبالاً كبيراً على العلاج بالخلايا الجذعية، لكن في بعض الحالات النادره نواجه صعوبة في اقناع المتبرعين أو المريض نتيجة للتخوف في جانب معين نظراً لوجود بعض المبالغات من جراء العلاج بهذه الخلايا، والحمد لله هناك دعم وتعاون كبير من قبل ادارة المستشفى وأقسامه المختلفه وأسرة المريض لانجاح عملية الزراعة.
ـ أوجه التعاون للتطوير
ويوضح الحنيني أوجه التعاون القائم بين المستشفى الجامعي والدول الاقليمية والعالمية بقوله: وحدة زراعة النخاع بمستشفى الجامعة تتعاون مع دول أخرى من خارج السلطنة، فهي عضوة في جمعية زراعة النخاع لدول الشرق الأدنى (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، حيث يتم المشاركة في اجتماعات مشتركة بين هذه الدول ويتم التنسيق أيضا لإقامة بعض البحوث العلمية في هذا المجال، والعضوية في هذه الجمعية أكملت تقريبا 5 سنوات، كذلك وحدة زراعة النخاع عضوة في اللجنة الأوروبية لزراعة النخاع وهناك نوع من تبادل الخبرات والنتائج في مجال زراعة النخاع، وهناك نوع من الاستشارات المتواصلة لعلاج بعض الحالات بين المستشفى وهذه المنظمات، ويضيف: على مستوى المستشفيات في عمان المركز هنا يستقبل حالات للزراعة من أي مزكز في السلطنة، ونحن على تنسيق دائم مع المستشفيات لدراسة حالة المريض من كل النواحي، وكذلك يوجد تنسيق مع دائرة العلاج بالخارج بوزارة الصحة، ويتم التعاون معها في حالة عدم توفر سرير للمريض للتنسيق للعلاج في الخارج.
ـ الخطط المستقبلية
وحول الخطط المستقبلية في هذا المجال يقول الخابوري: تأتي الخطط في هذا المجال على عدة مستويات مثل تطوير وسائل الزراعة، ولتغطية عدم وجود متبرع هناك مشروع في المركز الوطني لزراعة النخاع وهو بنك خلايا الحبل السري ففي حالة عدم توفر متبرع يكون هذا البنك موجود. كما توجد خطة لإعداد سجل المتبرعين المتطوعين من خارج أسرة المريض بحيث يمكن لأي شخص التسجيل في هذا السجل ويبادر بالتبرع بخلايا الدم الجذعية، وعلى مستوى البحوث نحن نقوم بإعداد دراسات مستمرة لكيفية تطوير طريقة الزراعة.