مسقط – مريم البلوشية
يدرك الكثير من العمانيين ضرورة الفحص الطبي قبل الزواج وذلك لفوائده الإيجابية على الأسرة متى ما قرروا الزواج فالفحوصات ستظهر عما إذا كانت الأمراض الوراثية ستظهر على المواليد أم لا. ومع ذلك فإن كثيرون منهم يعزفون عن الفحص
تظهر بعض الأحصائيات الصحية أن نسبة عدد سكان السلطنة الذين يحملون جين من جينات أمراض الدم الوراثية قد وصلت الى 60٪ ، وتشكل الأمراض الخطيرة منها ما نسبته 10 ٪. كما بلغت الأعداد الكلية الحالية للمصابين بفقر الدم المنجلي (6000) حالة، في حين بلغ عدد المصابين بالثلاسيميا (2000) حالة.
في العام الفائت طرح عضو بمجلس الشورى رغبة مبداة بشأن إلزام الفحص الطبي عن الأمراض الوراثية قبل الزواج فاستضافت اللجنة الصحية والبيئية بالمجلس مختصين من وزارة الصحة ومستشفى جامعة السلطان قابوس للاستماع لمرئياتهم الذين أكدوا على ضرورة الفحص المبكر، مشيرين إلى أن بعض الدول تقوم بالفحص المبكر عند الولادة وبعضها الأخر تلتزم بالفحص عند الدخول إلى المدرسة أو بعد الخروج منها أو قبل الزواج..
منقذ
تعتبر شمسة البلوشية أن الفحص قبل الزواج يعتبر المنقد للكثير من الأمراض الوراثية التي تكابدها العديد من الأسر في المجتمعات لذلك تقول: “شخصيا أشجع وبشده الفحص قبل الزواج واحث وزارة الصحة على إلزام جميع المقبلين على الزواج بالفحص بحيث يرفق الفحص مع عقد الزواج.” وتضيف: “أعلم بأن هكذا قرار سيواجه العديد من التحديات خصوصا بأننا نعيش في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد بعض الشيء ولكن مع الوقت سيعتاد المجتمع على هذا وسيوقن مدى أهميته وبالتالي ستصبح ثقافة لابد منها في مجتمعنا، ونصيحتي لكل المقبلين على الزواج التوجه نحو المؤسسات الصحية لإجراء هذا الفحص لما في. لك من مصلحة تشمل الافراد والمجتمع.”
أهمية كبيرة
“الشبيبة” أستفسرت عن أهمية الفحص قبل الزواج، من د. صالح الهنائي، طبيب استشاري أول طب الأسرة فقال: هناك أهمية كبيرة للفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج والتي يتم إجراؤها للكشف عن بعض أمراض الدم الوراثية مثل مرض فقرالدم المنجلي ومرض الثلاسيميا ومرض نقص الخميرة. حيث أن الهدف من هذه الفحوصات لأجل حماية الأجيال القادمة من أمراض الدم الوراثية والحفاظ على صحتهم.
ويقول: هناك انتشار لأمراض الدم الوراثية في السلطنة، فقد أشارت آخر المسوحات الصحية التي أجرتها وزارة الصحة في عام 2003، وجد مسح اضطرابات الدم الوراثية أن ما يقرب من 6٪ و 2٪ من الأطفال العمانيين دون سن الخامسة يحملون جينات الخلية المنجلية وبيتا ثلاسيميا على التوالي، كذلك، كان معدل انتشار مرض الأنيميا المنجلي 0.2٪ وبيتا-ثلاسيميا 0.07٪
ويضيف: هناك جهود للسلطنة في التصدي لهذه الأمراض، حيث دشنت وزارة الصحة حملة وطنية للكشف عن أمراض الدم الوراثية في مايو 2018 وأنشأت عيادات الفحص الطبي قبل الزواج في مؤسسات الرعاية الصحية الأولى وكذلك ضمنت هذا البرنامج ضمن الخطط الخمسية السابعة والثامنة التاسعة لوزارة الصحة.
تكمن آلية وكيفية الفحص في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية بحسب د. صالح الهنائي وذلك بأخذ التاريخ المرضي لأمراض الدم الوراثية، وإجراء عدد من تحاليل الدم، ويفضل أن يجري الطرفان الفحص في نفس المؤسسة الصحية، وفي حال تعذر ذلك يتطلب إرسال النتيجتين إلى مؤسسة واحدة حتى يتمكن الطبيب من إعطاء المشورة الصحيحة وينصح بإجراء الفحوصات بعد الخطبة مباشرة لأجلالتأكد من نتيجة الفحوصات قبل الشروع في تجهيزات الزواج.
مسح آخر
ويضيف: أظهر مسح أجري عام 2014 على قسم من السكان العمانيين، كان 89.3٪ من البالغين على دراية بتوافر الفحص الطبي قبل الزواج في عمان، ومع ذلك، عارض 30.5٪ إجراء الاختبار بأنفسهم، بغض النظر عما إذا كانوا متزوجين أو غير متزوجين.
ويقول: بدأنا مؤخرا نشهد إقبالا لا بأس به من المقبلين على الزواج على اجراء فحوصات قبل عقد القران، ولكن نأمل أن يكون الإقبال أكبر مستقبلا.
نعم فحصت
سارة الشبلية تقول: في بداية خطوبتي كنت مقتنعه تماماً بفكرة الفحص ما قبل الزواج لكنني كنت متردده كيف أشرح الأمر لعائلتي فكان والدي يعتقد أن الموضوع غير ضروري وحينما شرحت له أهمية الفحص كان يسأل كثيرا عما إذا كان خطيبي سيتقبل فكرة الفحص وبعد سلسلة طويلة من التساؤلات وافق الوالد أن يفتح الموضوع قبل عقد القران فكان خطيبي متفهما للموضوع وتقبله بصورة رحبة. وتضيف: الحمد لله فالحكومة توفر الفحص المجاني وبإجراءات سهلة ومرنة فنصيحتي لكل المقبلين على الزواج التوجه نحو المؤسسات الصحية لاجراء الفحص لما في ذلك من مصلحة الطرفين.
نتيجة غير متوقعة
الزهراء الحسنية تقول: قد يصاب الرجل والمرأة بالخيبه والضيق والحزن الشديد عندما لا تأتي النتيجة لصالحهما، لأن نتيجة الفحص قد تترتب عليها عدم ارتباطهما لكن هذا الشعور أفضل بكثير من أن تصاب بمعاناة مستمرة عند إنجاب أطفال مصابون بأمرا ض وراثية ويقضون أغلب اوقاتهم في المستشفيات يعانون مع المرض الذي سببه عدم الأهتمام بالفحص قبل الزواج ، فهناك الكثير من الأباء والأمهات فقدوا فلذات أكبادهم بسبب الأمراض الوراثية ، ومازالت المعاناة مستمرة فنرى الشباب يخرجون من كلياتهم و جامعاتهم بسبب مرض وراثي يبقيهم في المستشفى ومع الأسف قد تتسبب في وفاتهم.